الأربعاء، 17 يونيو 2015

قراءة في عتبات ديوان (وشمات ف ضهر لمهراس) للزجال عدنان الهمص


قراءة في عتبات ديوان
 (وشمات ف ضهر لمهراس)
 للزجال عدنان الهمص 
إعداد ذ.نجيب أمين






في البدء
لابد من الإشارة إلى أن هذه القراءة ستركز على الصفحة الخارجية الأولى  من الكتاب /الديوان la première de couverture ، والتي تضم مجموعة من المعلومات توجد عامة في كل الكتب  ، كالعنوان و اللوحة  أو الصورة و اسم المؤلف وجنس الكتاب ، وهي أول اتصال للقارئ مع الكتاب ، ومن أهدافها  لفت انتباهه ، و توقعه للمحتوى ، و تشجيعه على اقتناء الكتاب و قراءته .

1- أهمية القراءة الأفقية من العتبة إلى النص
الغلاف هو سحر العمل المطبوع الذي يأخذك من أرض الواقع ويساعدك على دخول العالم الذي صنعه لك الكاتب، وهو نفسه الباب الذي سوف تخرج منه بعدما تنتهي من رحلة القراءة حاملاً معك أفكارا وتساؤلات...(1)
إنه بوابة أساسية للعبور إلى النص وحافز هام  لقراءته، إنه  (اللغويات الأولى باعتباره جماعا للعناصر المناصية / المناصات المركزية التي تجذب انتباه القارئ .. إلى مستوى الدلالة و البناء و التشكيل . . .) .(2)
إن المناص يمثل العتبات أو البوابات أو المداخل التي تجعل المتلقي –عبر هذا النوع من النظير النصي-يمسك بالخيوط الأساسية التي تمكنه من قراءة النص وتأويله ،لأنها تربط علاقة جدلية مع النص بطريقة مباشرة أو غير  مباشرة .(3)
لذلك يشكل الغلاف ( موجها مهما لا يمكن للقارئ أن يتجاهله ، لما له من دلالة تساهم في توجيه توقعه و رسم أفق انتظاره ، ولا ينبغي القراءة في النص مباشرة قبل الولوج إلى النصوص المصاحبة للنص الأدبي ..، إذ تعد هذه النصوص الموازية أهم مفاتيح العمل ، بل تشكل رؤية مؤيدة لما يرتضيه (الكاتب) ،..بدءا من الخلفية ولوحة الغلاف ، والعنوان واسم الكاتب و الجنس الأدبي..)(4) باعتبارها عتبات خارجية محيطة بالنص
.....ترسم ملامح هويته ، وتبني كونا تخييليا محتملا، وتقدم إشارات أسلوبية ودلالية أولية تؤهل القارئ للولوج إلى عالم الكتاب بشكل تدريجي . وبهذا المعنى فكل عتبة إحالة مرجعية إيحائية تعبر عن موقف ما و تحيل على " بنك معلومات " أولية عن المتن المركزي المرتقب. 
و يمكن اختزال أبرز وظائف العتبات فيما يلي (وظيفة إخبارية - وظيفة تسمية النص - وظيفة التعيين الجنسي للنص - وظيفة تحديد مضمون النص و مقصديته -  وظيفة العبور السري للقارئ من اللا نص إلى النص) ومن هنا تبرز أهمية القراءة الأفقية من العتبة إلى النص... (5)

2 – عتبات الغلاف
أولا - عتبة لون خلفية الغلاف
 أ - أهمية دراسة اللون
تشكل حاسة البصر دعامة أساسية في تواصل الإنسان مع محيطه ،حيث يعد البصر داخل نظام الحواس أكثر مادية من السمع، ، و أكثر قيمة على مستوى العقل . (6)
إن نسبة كبيرة من المعرفة تصل الإنسان عن طريق البصر ، حيث اعتبرت دراسة التواصل عن طريق الألوان موضوعا يستحق البحث ،لكونها جزء لا يتجزأ من كينونة الإنسان عرفها منذ الأزل، و أولاها اهتماما كبيرا لأنها وسيلة للتمييز بين الكثير من الأشياء المتعلقة بالجانب البصري .
حيث لعبت الألوان على مر العصور و لا زالت دورا مهما ورئيسيا في حياة الشعوب ، واقترنت أهميتها بالعادات والطقوس والاحتفالات و غيرها .
و احتفظت بقيمتها الرمزية التقليدية رغم التطور الذي عرفته عبر العصور على مستويات وجودية و معرفية ونفسية بل و كونية ، وهذه الرمزية تهم مجالات التاريخ و الأنتروبولوجيا و علم الاجتماع و اللسانيات والسيميولوجيا  و علم النفس... ، قد تختلف وظائف أي لون أو تتفق  حسب ثقافة الزمان والمكان ، والعديد من الدراسات تناولت تعبيرية الألوان كشفرات وسنن لها دلالاتها وتأثيرها ، باعتبارها من عناصر التواصل غير اللفظي تتداول رسائلها في الحياة اليومية للإنسان ، وتعمل على تنظيم وضبط تفاعله .
يقول هنري ماتيس  : (الألوان ... هي قوى وفي لعبة هذه القوى وتوازنها يكمن سر الإبداع)، سر الإبداع من جانب وسر التفاعل والتورط في طرح الافتراضات والتساؤلات من جانب آخر...فعل الحضور و القراءة الواعية ...إن دلالة اللون تساهم في نقل الدلالات الخفية و الأبعاد المتسترة في النفس البشرية...
ب – لون خلفية الغلاف
* البنفسجي
* وصف التركيبة اللونية
ويسمى الخزامي والأرجواني كذلك، و تسمى به بعض الأزهار( أزهار الخزامي و أزهار البنفسج) ، إنه اللون السابع من ألوان الطيف ، يتركب من لونين أساسيين الأحمر والأزرق ، لذلك يعد من الألوان المشتقة أو الوسطية ، وهو هنا فاتح أضيف إليه الأبيض الذي يعتبر مزيجا من الألوان الأساسية الثلاثة ( الأزرق والأخضر و الأحمر باعتماد لعبة الضوء) ، و تنزل تموجاته عموديا في خلفية الغلاف من الداكن شيئا ما إلى الفاتح تفصل بينهما هالة بيضاء  شبه دائرية نحو الأعلى ...
* قراءة في الدلالة اللونية
كثير من الدراسات الرمزية تتفق على أن اللون البنفسجي
* يرمز إلى النقاء والروحانية والتصوف.
* يرمز إلى القدرات الفكرية العالية ، و الخبرة الروحية من معاناة  و وعي و إلهام ، مما يجعل حل المشاكل بشكل حدسي ، كما يشجع على التأمل وفهم الحياة بشكل عميق .
* يدل على السيطرة الكاملة للفرد على نفسه .
* يرمز إلى طاقة حب التعلم ، و التصالح مع الذات ، و تقاسم الرؤية حول العالم و الاعتدال .
* يرمز إلى مزيج من الوضوح والعمل المدروس. يرمز أيضا إلى الانسجام والتوازن بين السماء (الأزرق/ الروحانيات) والأرض (الأحمر/ الماديات)، بين العقل والحواس، بين الذكاء والعاطفة، وبين الحكمة والمحبة.

ثانيا - عتبة الأيقونة/ اللوحة
تمنح صورة/ لوحة الغلاف رؤية بصريّة، وهي أوّل ما يحقّق التّواصل مع القارئ قبل ولوجه إلى فضاء النصّ، ومن ثمّة كانت عتبة أولى يصطدم بها المتلقّي وتجعله قريبا من النصّ، ذلك أنّها تقوم بصيانة محتواه بصريّا من خلال الصّورة/ اللوحة، فأفق الانتظار منفتح للمشاركة وإتمام المعنى..
يعتبر كريستيان ميتز  الرسالة البصرية مثل الكلمات و الأشياء الأخرى ، لا يمكن أن ننفلت من تورطها في لعبة المعنى ، فالصورة علامة إيقونية تسعى إلى تحريك الدواخل والإنفعالات للرائي/ القارئ ، وهذا ما يبرز جمالية المرئي الذي تتضافر عناصره من أجل تأكيد المكتوب. (7)
إن الملاحظة الأولية للأيقونة / اللوحة المثبتة على غلاف الديوان  ، تجعلنا نطرح أسئلة عن انتماء اللوحة،و مكوناتها الفضائية ، و  دلالتها ....
* وصف اللوحة
اللوحة من إنجاز الفنان المغربي أحمد الخلوفي ، تكفي الإشارة إلى أنه من قلعة السراغنة نفس مدينة صاحب الكتاب ، و هي تجمع بين الإنطباعية في خلفية اللوحة حيث الإعتناء بالمساحة اللونية  التي تتقاسم الفضاء بشكل أفقي باعتماد لونين (البنفسجي و الأصفر القاتم / الرملي) ، والواقعية برسم الطبيعة الميتة أو الصامتة (المهراس والمنديل والوردة) ، و التجريدية الهندسية باعتماد الكاليغرافيا على شكل حروف عربية متقطعة.  
خلفية ثنائية اللونين البنفسجي الحالم في الأعلى/ السماء ، و الأصفر القاتم في الأسفل/ الأرض الرملية القاحلة تمثل فضاء مفتوحا ، يعرض و يحتضن باقي مكونات اللوحة في الهواء الطلق ،إنه ينقل واقعا وأفكار ومواقف عبر طبيعة ميتة وكاليغرافيا مفككة ،  فالأرض القاحلة تسقى بدم وردة  حمراء ملفوفة في منديل كأنها عروس و القطرات النازلة منها على قلتها تسقي الأرض القاحلة أهي عصارة الوردة أم هي دم ؟ وإذا كانت لغة الورود كشفرة تقول أن الأحمر الداكن يعني (افتقدتك كثيرا) فماذا افتقد؟ ولماذا ؟ مع ارتباط السؤالين بباقي المكونات الأخرى. ثم أين يتجلى الوضوح في عرض القضية ؟
عملية دق طويلة جعلت الأصابع/ دوائر نحاسية مكملة للمهراس ،وفي نفس الوقت منفصلة عنه ،هذا المهراس الذي انتصب وسط اللوحة ، إن تغييب الجسد و اختزاله  في  إشارة إلى اليد / الأصابع باعتماد خمس دوائر يوحي بأكثر من سؤال ، من هي اليد / الأيادي الخفية التي تكرس عملية الدق هاته؟ ولصالح من؟ومن الذي تقع عليه عملية الدق؟
تتراقص حروف عربية بشكل متقطع  في إطار شبه هالة في أفق أبيض تحت بنفسجي وفوق أصفر قاحل تحيط بالمهراس النحاسي ،وتداعب منديلا أبيض لعروس/ وردة حمراء، يطغى على هذه الحروف  لون السواد ، رغم أن بعضها جاء  أصفر ثم بنفسجيا وأحمر ... ما سبب طغيان اللون الأسود ؟ ما سبب حضور الألون الأخرى بشكل باهت ؟ أهي لعبة كتابة مفككة أم واقع  مفكك للعبة الكتابة ؟  ماسبب عزل حرف الهاء يمينا قريبا من المنديل والمهراس على الأرض المرملة .... أهي لعبة آهات عزلت ؟

ثالثا / عتبة الكاليغرافيا
* إسم الشاعر / الزجال
يعد اسم الكاتب علامة مميزة للكتاب، أهميته من أهمية الكتاب، وأهمية الديوان  هنا من أهمية كاتبه و خصوصيته ، وهو يحقق وظائف عدّة من أهمّها: التّسمية والملكيّة ووظيفة الإشهار ، و لا يمكن تجاهله ،  لأنّه العلامة الفارقة بين كاتب وآخر، فيه تثبت هويّة الكتاب لصاحبه، ويحقّق ملكيّته الأدبيّة والفكريّة على عمله . و قد أتبت  في أعلى الغلاف  بخط النسخ بالأبيض  دلالة على الطهارة و النقاء  .
هو عدنان الهمص من  مواليد 1978 بقلعة السراغنة ،أستاذ، مبدع بصيغة الجمع روائي وقاص وشاعر
من إصداراته
، رواية بالفرنسية ، سنة 2011.Diadéme*
* شامة  ، مجموعة قصصية ، سنة2011 .
* حتى يزول الصداع ، أضمومة قصصية جماعية ، سنة 2012
* و أنبتت الشقوق زرعا ، ديوان شعر فصيح موزون ، سنة 2012.
* وشمات ف ضهر لمهراس ، ديوان زجلي ، سنة 2014.
* إضافة إلى مشروعي  رواية باللغة العربية ، و ديوان زجلي .

* عنوان الكتاب "
إنه الوجه المصغر للنص على الغلاف ، إنه مفتاح الدلالة الكلية .
إن العنوان إضاءة بارعة وغامضة باعتباره سؤالا إشكاليا يتكفل النص بالإجابة عنه،فالعنوان يعلن عن طبيعة النص ، ومن تمة يعلن عن نوع القراءة التي يتطلبها النص ....
 لقد انتبه طه حسين إلى أن للعنوان وظيفة ودورا في تفعيل عملية القراءة و اختصار مضمون النص كاملا حين تعرضه لرواية زقاق المدق لنجيب محفوظ ...
العنوان في مستواه التداولي النفعي له وظيفة إغرائية ،والقاعدة المنظمة لهذه الوظيفة تختصر في كون العنوان الجيد أحسن سمسار للكتاب .
وقد حدد جيرار جينيت في كتابه (عتبات) أربع وظائف للعنوان تميزه عن باقي أشكال الخطاب الأخرى ( الوظيفة التعيينية- الوظيفة الوصفية- الوظيفة الدلالية المصاحبة –الوظيفة الإغرائية )(8)


 (وشمات ف ضهر لمهراس)
على المستوى النحوي
جملة إسمية ، المبتدأ (وشمات) جاء فيها نكرة جمع مؤنت سالم لغير العاقل ،و الخبر ( ف ضهر لمهراس) شبه جملة من الجار والمجرور والمضاف والمضاف إليه، وهي جملة خبرية تدل على التعميم و الثبوت غير مرتبطة بالزمان أو المكان ، منفتحة و مستمرة و دائمة.
على المستوى المعجمي والدلالي
الوشم فن من فنون الرسم على الجسد و هو علامة لا تمحى ، له تاريخ قديم يعود لما قبل الميلاد، وقد عثر على مومياءات تحمل أجسادها أوشاما ، وقد استعمل ضد السحر والحسد و الموت ، كما استعمل للتزيين والإشارة إلى القوة و التحمل والشجاعة و الصبر و الأنفة وعزة النفس وغيرها .
أما المهراس فهو أداة لطحن القهوة اقترن بالكرم العربي الأصيل وحسن الضيافة.
وبصفة عامة إذا كان المهراس يدل على حسن الضيافة والكرم ؟ عن أي ضيافة وعن أي كرم سيكشف الشاعر؟
ثم لماذا الوشمات على ضهر المهراس وليس على وجهه ؟
هل الوشمات على ضهر المهراس الشيء/الأداة  أم المكان ؟ ، حيث ترتبط الإحالة بعمق القيم  الأصيلة من صبر و تحمل و تشبت بالموقف وغيرها ، وكذلك بالوضع الثقافي وبالتالي السياسي على اعتبار أن خلفية المكان لها وزنها التاريخي ثقافيا وسياسيا...الشيء الذي يجعلنا نتساءل ، لماذا ؟ و ما امتداداتها ذلك  ؟
لقد تقاطع العنوان مع اللوحة من ناحية الدلالة ، وانسجم معها من خلال المهراس ،كما تقاطع أيضا مع الحروف المفككة في اللوحة من خلال اللون الأسود ، ويبقى تعريف نوع الخط مفتوحا مادام خطا جديد الشكل وجد موقعه ضمن الخطوط الأخرى في عالم الحاسوب و التكنولوجيا المتطورة، ولذلك ما يبرره.
التجنيس
يقول جيرار جينيت ( إن تلقي أي جنس أدبي ...يتألف من اتفاق معقود بين المؤلف والقارئ..فالمؤشر الجنسي نظام ملحق بالعنوان، يعد نظاما رسميا عن مقصدية الكاتب، حيث لا يستطيع القارئ تجاهل أو إهمال هذه النسبة )(9) وقد أتبت جنس الديوان(زجل) بخط النسخ بلون بنفسجي قاتم تأكيدا على رمزية اللون المتجلية في الإنسجام والتوازن والتصالح مع الذات والإعتداد بها  والإنفتاح على الأخر.

خاتمة 
إن قراءة عتبات غلاف ديوان (وشمات ف ضهر لمهراس) ليست من قبيل المجانية والترف الفكري ما دامت جزءا من الديوان تختزل رؤية الزجال عدنان الهمص ،" إذ تمثل دوراً سانداً ومضيئاً وتنويرياً يعمل على إيصال العلاقة بين القراءة والنصوص إلى أمثل درجة ممكنة من التفاهم والتفاعل والإنتاج"(10)،
 عبر لون الخلفية واللوحة و العنوان وجنس الكتاب واسم صاحبه ، تم الوقوف على مجموعة من الإشارات و الدلالات العميقة  مهدت طرح كثير من الأسئلة .
و يبقى النص/ النصوص مجالا لتعميق هذه الدلالات والتفاعل معها وطرح أسئلة أخرى تساعد
على الدخول لعوالم الكاتب و استجلاء خصوصياتها ، وعبر عتبة الفهرست (ص/ 138) نقف على ثلاثة عشر نصا يمكن إدراجها كالتالي
(علا حد الشوف - سراب حالي – سواكن الضل – رباية لحرف(المقامة العروبية) - كنت ..ومازال – لخدود لمندوبه – طله ف مراية لعمر – غطاك يزار..حبة ملح ..حبة بزار – لرياح لمكلوبه – عرس الديب – تساوت – شبه من عسل – قبر .)
                                                                     نجيب أمين
2015ماي 14أزمور  
...................................................................................................................
الإحالات
1- الغلاف بين الإهمال والإبداع والاقتباس/ محمد سرساوي

2-    قراءة في عتبات النص /د . أمين عثمان

http://aljsad.com/forum56/thread3727758

 3- سيمياء الخطاب الروائي
http://univ-biskra.dz/enseignant/naimasaadia/06.pdf

  4-عتبات النص الروائي  /سمير عبد الرحيم أغا



5- عتبات النص مقاربة نظرية
http://www.dades-infos.com/?p=17989

6-التواصل غير اللفظي: من المفهوم إلى الوظيفة ـ د.عبد القادر محمدي


7- قراءة في عتبات النصّ من خلال مجموعة” مواويل عائد من ضفّة النّار” لـ: ميزوني بنّاني أنموذجا/ د. أمين عثمان
 8- عتبات النص الأدبي / بخولة بن الدين
9- قراءة في الولي الطاهر يعود إلى مقامه الزكي للطاهر وطار.

10- مفهوم العتبة النصية / محمد صابر عبيد

السبت، 29 مارس 2014

قراءة في عتبات غلاف (مرتجلة الياقوت لمحمد عبد الفتاح) / إعداد ذ . نجيب أمين

قراءة في عتبات غلاف (مرتجلة الياقوت لمحمد عبد الفتاح) / إعداد ذ . نجيب أمين 1- أهمية الغلاف لا شيء محايد أو عفوي أو مهمل أو ثانوي أوقليل الأهمية في الكتاب، مهما كان جنسه ونوعه وطبيعته، ... (الغلاف) الذي يضمّ المحتوى الكتابي للكتاب بين جناحيه، ويعرّف به بصرياً، يمثّل عتبة مهمة لا بدّ منمقاربتها وإخضاعها للقراءة والبحث والتأويل. (1) يعتبر الخطاب الغلافي من أهم عناصر النصالموازي التي تساعدنا على فهم الأجناس الأدبية بصفة عامة...على مستوى الدلالةوالبناء والتشكيل والمقصدية، ومن ثم فإن الغلاف عتبة ضرورية للولوج إلى أعماق النصقصد استكناه مضمونه وأبعاده الفنية وأبعاده الإيديولوجية والجمالية. وهو أول مايواجه القارئ قبل عملية القراءة والتلذذ بالنص ؛ لأن الغلاف هو الذي يحيط بالنص...، ويغلفه، ويحميه، ويوضح بؤره الدلالية من خلال عنوان خارجي مركزي أوعبر عناوينفرعية تترجم لنا أطروحته ..أو مقصديته أو تيمته الدلالية العامة.... (2) * الغلاف هو عنوان رسالة وليس قبراًبارداً، داخله ورقة أو مجموعة أوراق ...، الغلاف هو اللغويات الأولى...(3)عبرعتباتلون الخلفية واللوحة والعنوان.............. يشكل الغلاف عتبة للنص المقروء حيث يعتبرمدخلاً بصرياً إلى موضوع الكتاب بل ربما يرجع اقتناء كثير من القراء لكتابهمالمفضل نتيجة لإعجابهم بصياغة غلافه .... ..... إذاً غلاف الكتاب من العناصر الهامةوالأساسية في الترويج للكتاب وزيادة مبيعاته وخاصة حين يحتوي على عناصر وقيم فنيةوجمالية مدروسة تلائم المضمون ما يسهم في بيع الكتاب دون معرفة مضمونه في كثير منالحالات ...فإنه من المهم جدا أن يكون مصمم أغلفة الكتب محترفاً ومثقفا. (4)ً 2- الألوان كعتبة اللون في القرآن قد يدل على القدرةالإلهية والرحمة الربانية والجمال الإلهي الذي تبارز وتظاهر في الطبيعة ،وقد يرمز إلىالحياة أو الموت والأمل أو الخيبة والكفر أو الإيمان، الهداية أو الضلالة والنشاطأو الحزن ....، استخدم اللون لشتى الدلالات فيما يدل عليه مباشرا كالأخضر والأصفروالأبيض والأحمر والأزرق والأسود وما يدل عليه غير مباشر كالليل والنهار والنوروالظلام .....(5) (ومن الجبال جددبيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود) (فاطر/ 27) .......(وأدخل يدكفي جيبك تخرج بيضاء من غير سوء) (النمل/ 12) يقول أبو العتاهية : وَلِلدَهرِ أَلوانٌ تَروحُ وَتَغتَدي وَإِنَّ نُفوساً بَينَهُنَّ تَسيل .ُ يقول الفنان التشكيلي المغربي محمد سعود في مقال له تحت عنوان ( دلالة الأشكال والخطوط والألوان في الحضارات الإنسانية)....(أما اللون فقد أولاه الإنسان إهتماما كبيرا منذ القدم باعتباره وسيلة للتمييز بين كثير من الأشياء المتعلقة بالجانب البصري...كما ارتبط باللغة والأحاسيس .... اللون... يتعايش معنا يسكننا بمعنى الحضور ويمتلكنا...كل لون يرتبط حسب التقاليدبروح...يصبح اللون بحد ذاته مقدسا...لذا يمكننا أن نتحدث عن سطوة اللون...) (6) يقول الرسام الفرنسي فرناند ليجي(1881/1955) اللون مادة حيوية خام ضرورية للحياة مثلالماء والنار لا يمكن تصور وجود الإنسان من دون حيوانات و نباتات ملونة طبيعيا ...الإنسان يرتدي الألوان.... ... يقول هنري ماتيس : الألوان والخطوط هي قوى، وفي لعبة هذه القوىوتوازنها يكمن سر الابداع. . 3- عتبة ألوان خلفية الغلاف أ- ثنائية الأسود والأبيض بشكل أفقي من قاعدة الغلاف يتسلل شريط أسود في انسيابية تحت اللوحة، يقابله أفقيا خط رقيق أبيض فوقها ، اللون الأسود يساوي الأبيض في القيمة المطلقة،على طرفي نقيض مع الأبيض الذي يعتبر رمزا للصفاء ونقاء السريرة والهدوء والأمل ، يمكن أن يكون الأسود في حدودالألوان الدافئة كما الباردة حسب لمعانه أوعدمه، ومن تم يتحكم في غياب كل الألوانويمتصها... الأسود هو الظل و العتمة والليل ، يرمز إلىالموت والفناء ، و الغياب الكلي في مقابل الحضورالكلي للأبيض ، مرتبط بالظلام ، يعبر عن حالة سكون ، انتظار ...،هو لون الحزن كماالأبيض ، لكنه حزن بلا أمل ، هو لون الحداد عند البعض ، لون الخصب عند البعضالآخر، لون الأرض والسحاب الممطر، لونالمياه العميقة رأسمال الحياة الكامنة... في المقابل يعتبر الأبيض رمزا للضوء و الطهارة والنقاء و الصفاءو الوضوح ... ب- تموجات اللون البني فوق الشريط الأسود يتصاعد اللون البني غامقاليتلاشى بعد أن يقطعه خط أبيض رقيق إلى أنيصبح فاتحا جدا،لعبة تبدد البني انطلاقا من الأسود في تلاش متدرج إلى تلاش فاتح انطلاقا من الخط الأبيض بشكل عمودي فياتجاه صاعد، لعبة حضور وغياب عبر اللونالبني لون الأرض بامتياز، يتربع عليه إسمالمؤلف في لون أسود له رمزيته ودلالته بارتباطه بالشريط الأسود في قاعدة خلفيةالغلاف ، تحته العنوان (الياقوت) بلون أحمر كلون جزئي من الألوان التي تشكل البني... البني من الألوان الفرعية (هو مزيج منالأحمر والأزرق والأصفر) يمثل الصلة بين الألوان الملونة وغير الملونة... تختلفدلالته باختلاف تموجاته...يرتبط مع الجانب المادي للحياة، هو لون حيادي... منأكثرالألوان انتشارا،....هو لون حسي بطبيعته , يمثل أهمية المأوى والبيت , يرمزإلى الراحة الجسدية , الطمأنينة والقناعة.....الترتيب الأفقي للطبيعة البنيباعتباره لون الأرض قد يكون في الأسفل بنسبة كبيرة (منبسطات- سهول...) وقد يكون فيالأعلى بنسبة أقل (مرتفعات-جبال...) 4- قراءة اللوحة تعتبرلوحة الغلاف أولى البداياتالتي تواجه القارئ بصريا، فتغريه وتشدّه إليها وتحفزه على فكّ رسوماتها وتفسير ألوانهاوالتدرّج لاستكناه محتوى النص، حتى لكأنّها تتناغم مع ذوقه، فتسحره وتدفعه إلىاقتناء الكتاب.... ، وقراءة رموزها وتفسير ألوانها،تجعلنا ندرك مدى أهميتها فيالإحالة على متن النص، باعتبار أنّ اللّوحة تحمل رؤية لغوية مجازية ودلالة بصريةتشكيلية، تتقاطعان في رسمها وتشكيلها وتبئيرها وتشفيرها، ممّا يهيّئ للعين مضمونامباشرا يساعد على الفهم القبلي لفحوى النص الآتي.....(7) يمكن إدراج لوحة الغلاف ضمن الفن التجريدي التعبيري، يقول ( سورو ) عن الفن التجريدي معرفا:( هو الفن اللا تشخيصي)(8) أسلوب يؤكد على حرية الشكل ، وإن كان هنا ينطلق منموضوع ليفسح الإمكانية للتعبير عبر تموجاتاللون وبعض الأشكال المغلقة كالدائرة...ليصبح العمل غير محدد المعالم . وسط الغلاف تقريبا إلى اليسار تتربع اللوحة التشكيليةتوظف اللونين الأسود وتموجات البني في تناسق مع الألوان السابقة ، كأننا أمام شكلجسد تظهر فيه بعض ملامح رأس فوقه علامتان للإستفهام متقابلتان كأنهما قلب منشطرإلىنصفين ، يميل مجمل الشكل إلى يمين اللوحة فوق في حين تنطلق قاعدته من الأسفل يسارا في أشكالتجريدية أخرى...ملامح وجوه ثانوية ...دائرة/ وجه / دائرتان/ عينان .. ....ما يميز اللوحة هو التجريد التعبيريالقائم على أساس الإرتجال والتلقائية في الإشتغال... إذا كان البني ينطلق من قاعدةالأسود ليتلاشى عموديا في البياض بشكل مفتوح بعد قطع الخط الأبيض في خلفية الغلاف، فإنه في اللوحة ينطلق من قاعدة البياض في إطار مغلق داخل الأشكال في تموجاتليتلاشى في القاتم البني ثم الأسود عموديا وأفقيا خارج الأشكال ..... 5- قراءة العناوين أ- الأساسي (الياقوت) إسم مفرد مذكر مجازيمؤنثه (ياقوتة) جمعه (يواقيت)، من المعاني التي يرمز إليها (الياقوت) حسبالثقافات المختلفة ( الشيء الأكثر جمالا، الطهر ، النقاء، الحب، الوفاء،الغنى،العمق، الغموض...) سيد الأحجارالكريمة وأغلاها، يتدرج إلى أربعة ألوان ( أحمر- أزرق- أصفر- أبيض) Safirالياقوت إحالة إلى الألوان الثلاثة الجزئية التييتشكل منها البني (أحمر - أزرق - أصفر)الذي يحتوي مجمل الغلاف... الياقوت من الأسماء التي تطلقعلى المرأة في الثقافة الشعبية المغربية ، غالبا ما تكون هذه المرأة عبدة أوخادمةسوداء ، وللخادمات دور كبير في نسج كثير من الحكايا الشعبية الأسطورية أو الواقعيةالمغلفة بطابع خيالي فانطاستيكي في البيوت المغربية العريقة ،.... الياقوت جاءت كلمة معرفة.....وهي إما خبرلمبتدأ محذوف تقديره إما ضمير منفصل مفرد مؤنت غائب (هي) (خلفيةالغياب) أوإسم إشارة مفرد مؤنث (هذه )...( خلفية الحضور) إحالة على جملة إسميةمفتوحة على الزمان والمكان... (هي الياقوت) أو (هذه الياقوت)...أو خبر لإن مع اسمها (إنها ) للتأكيد على الإسم ...(إنها الياقوت) ...هذا إذااعتبرنا كلمة ( الياقوت ) كلمة مستقلة بذاتها .....(تأكيد على خلفية الحضور) ب- الفرعي (مرتجلة للمسرح )...الإرتجال نوع من المسرح التجريبي لهقواعده وأسسه ، ترتبط كلمة (مرتجلة ) بما قبلها توضحها حيث تصبح ( الياقوت) مبتدأ و(مرتجلة ) خبرا، بعده جار ومجرور يضيئانزاوية الإشتغال الإبداعي ( للمسرح)....،حيث يصبح العنوان الفرعي جزءا مكملاللعنوان الرئيسي ومفصلا له ، نحن أمام جنس إبداعي يجمع كل الفنون ، يقال المسرحأبو الفنون ،... إن ملامح تجربة مسرح المرتجلة في المغرب...لم تبدأ بشكل مكثف إلا في فترة سنوات السبعينات ، حين كانت عروض مسرح الهواةخلال تلك الحقبة مرتعا خصبا للارتجال من جهة ومناسبة ملائمة لإثارة قضية المسرحالمغربي وما يعانيه من داخل مؤسسة المسرح –أي داخل الجمعيات- ومن خارجها إدارياوماديا وهيكليا....حيث أصبحت المرتجلة بامتياز منتوجا حداثيا في المسرح، تعبر عن موقفنبيل من حالات التردي الجمالي الذي يطبع المسرح من خلال هيمنة موجات التقليدوالمحافظة ومن خلال انتشار التسلط . واتجهت مجموعة من النصوص المسرحية التي تبنتأسلوب المرتجلة إلى الفضح والتعرية، ليس تعرية الواقع المعيش فحسب، بل فضح لعبةالكتابة نفسها وتعرية مكونات العرض أمام الجمهور. فأثارت بذلك المتلقي وخلخلت أفقانتظاره. ودعته إلى اتخاذ موقف مما يقدم أمامه، لاسيما وأنها اتكأت بشكل أساس علىالارتجال ودعت إليه بشكل صريح في جل النصوص التي تنتمي لهذا الأسلوب.(9) نخلص إلىالقول أن مسرح المرتجلة يعبر عن مرحلة قلق بسبب الأزمة التي شهدها المسرح المغربي.... 6- قراءة تركيبية * قراءة عتبات الغلاف ليست من قبيل المجانية والترفالفكري مادامت جزءا من الكتاب تختزل رؤيته عبر اللون واللوحة والعناوين * إن دلالات الألوان متعددة ، لكنها تشترك في مفاهيممتقاربة وقيم إنسانية صاغتها التجربة ، فترسخت في الثقافة الجمعية ومن تم فيالوجدان(10) * من خلال خلفية تجادب الألوان أفقيا وعموديا عبر التموجات إلىالفاتح أو الغامق، من تحت إلى فوق في الخلفية أومن وسط إلىخارج في اللوحة ، يتجادب الحضور والغياب، الخفاء والتجلي، الوضوح والضبابية ،الخير والشر ... * إن لعبة التجادب تحضر حتى فيالعنوان باعتبار أن مسرحية( الياقوت) تنخرط في مسرح المرتجلة الذي يروم القطيعة مع وضع مسرحي متأزم مستشرفا أفق تجريب وتجديد وابتكار يعطي للمسرح نفساجديدا .... إن تناسقالألوان وتجادبها له دلالته الرمزية ، فيارتباطه بالعنوان الرئيسي ( الياقوت) ثم الفرعي ( مرتجلة للمسرح) يجعلنا نفترضمجموعة من التساؤلات * ماسر هذاالتجادب بين المتناقضات السلبية والإيجابية ؟ * ما دورالياقوت في حياكة خيوط هذا التجادب .؟ * ما دورالإرتجال في حكي من المفروض أنه تقليدي يحضر فيه جانب الأسطورية ؟ * ماعلاقة هذا النوع من الحكي بالعالم الواقعي في زمن ما بعد الحداثة ؟ * كيفيمكن استحضار الإرتجال في نص مسرحي مكتوب من المفروض أن يمارس على الركح؟ * ماموقع مرتجلة الياقوت في خريطة مسرح المرتجلة المغربي ؟ نجيب أمين أزمور السبت 18 يناير 2014 الإحالات (-إشكالية عتبة الغلاف.. القراءة والتأويل * محمد صابرعبيد)1- http://www.addustour.com/16202/%D8%A5%D8%B4%D9%83%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9%20%D8%B9%D8%AA%D8%A8%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%BA%D9%84%D8%A7%D9%81..%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A3%D9%88%D9%8A%D9%84.html (دلالات الخطاب الغلافي في الرواية)2- http://www.diwanalarab.com/spip.php?article15389 3- (قراءةفي غلاف رواية / محمد بلوافي ) http://www.diwanalarab.com/spip.php?article18088 ) ثقافة الغلاف.. إشكالية بين رؤية الكاتب وتسويق دورالنشر)4- http://furat.alwehda.gov.sy/_archive.asp?FileName=30068443320110717235030 5- جماليات الألوان في القران الكريم https://ar-ar.facebook.com/notes/14noor-%D9%84%D8%A8%D9%8A%D9%83-%D9%8A%D8%A7-%D8%B5%D8%A7%D8%AD%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B5%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%85%D8%A7%D9%86-/%D8%AC%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85/10150400506162718 6- دلالاتالأشكال والخطوط والألوان في الحضارات الإنسانية http://www.fenon.com/%D8%AF%D9%84%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B4%D9%83%D8%A7%D9%84-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%B7-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84/ 7- لوحة الغلاف بين التأويل الدّلالي والإغراء اللّوني ديوانياسمين أكثر…خيبات أقل للشاعر التونسي عبد القادر عليمي أنموذجا ـ نزيهة الخليفي http://urukpace.wordpress.com/2013/07/13/%D9%84%D9%88%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D9%84%D8%A7%D9%81-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A3%D9%88%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%91%D9%84%D8%A7%D9%84%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A5/ 8- الفن التشكيلي بين الواقعية والتجريدية http://jamahir.alwehda.gov.sy/__archives.asp?FileName=42634966820120628000241 9- المرتجلةوالارتجال في المسرح المغربي http://www.diwanalarab.com/spip.php?article19699 10- دلالة اللون الأبيض / محمد السموري http://www.diwanalarab.com/spip.php?article16515

الخميس، 20 سبتمبر 2012

أنسام الحروف ....





فاس جديد